قصة الملك السمين و الطبيب الحكيم
قصة الملك السمين و الطبيب الحكيم على موقع افضل
قصة الملك السمين كان أحد الملوك القدماء سميناً جداً، كثير الشّحم واللحم، وقد عانى الكثير من المشاكل بسبب زيادة وزنه، فجمع الحكماء كي يحلّوا هذه المشكلة.
ويخفّفوا عنه القليل من الشحم واللحم الذي يكسوه، ويُنغص عليه منامه وصحوه.
لكنّهم لم يستطيعوا فعل أيّ شيء. فجاء رجلٌ ذو عقلٍ راجحٍ ومتقد
فقال له الملك: “عالجني أعطِك ما تشاء”.
قال الرجل: “يا جلالة الملك، إنّما أنا طبيبٌ منجّم; فلتدعني أنظر الليلة في طالعك، لأرى أيّ دواء يناسبه ويزيل عنك غمتك”.
فلمّا جاء الصبتح وقف الجرل بين يدي الملك وطلب منه الأمان، فلمّا أمّنه
قال: “رأيت في طالعك أنّه لم يبق من عمرك سوى شهرٍ واحدٍ فقط; وإن أردت التّأكد من صدق كلامي فلتحبسني عندك هذا الشهر، فإن كان قولي صادقاً فخلّ عنّي، وإلّا فلتنزل بي العقاب”.
فحبسه، وبعد ذلك ابتعد الملك عن النّاس، وخلا بنفسه حزيناً مغتماً، وكلّما مرّ يومٌ زاد همّه وغمّه، حتّى أصبح هزيلاً جداً، وبعد أن مضى 28 يوماً أخرج الملكُ الرجل وقال له: “ما ترى؟”
قال الطبيب: “أعزّ الله ملكنا المعظم، أنا أهون على الله من أن أعلم بالغيب، والله إنّي لا أعلم ما سيأتي في عمري، فكيف أعلم ما سيأتي في عمرك!
ولكن لم يكن عندي دواءٌ لمشكللتك إلّا الهمّ والغمّ، فاحتلت عليك بهذه الحيلة، فإنّ الغمّ يذيب الشّحم كما ترى!”
فكافأه الملك على ذكائه، وأحسن إليه، وذاق الملك حلاوة الفرح بعد مرارة الغمّ