قصة التاجر و الأمير قصص اطفال

في يوم من الأيام ركب تاجر حديث عهده بالتجارة في سفينة تقل الركاب من مدينة إلى مدينة وكان التاجر ذو وجه بشوش ونفس طيبة وعندما أمعنت السفينة في الإبحار مالت كثيرا ، وأوشكت على الغرق ، فاخذ البعض الحديث بوجوب تخفيف حمولتها ، وبدلا من أن يقوموا بتخفيف الحمولة بالتقسيم عليهم كلهم، قرروا فيما بينهم رمي كل بضائع هذا التاجر لما كنوا يضمرونه له من غيرة وحسد، لغناه وطيب اصله وبالفعل قاموا بإلقائه في البحر هو وبضاعته.
وهاجت الرياح وألقت التاجر على شاطيء جزيرة ،فاستلقى حامدا لله عز وجل على نجاته ثم غط في نوم عميق، وعندما قام استعاد بعض نشاطه فشرب من عين ماء عذبة وجدها بين الصخور واغتذى على أوراق الأشجار وقطف بعض الثمار، وعندما نال منه الإرهاق قرر صنع مظله له من الأعواد الجافة للأشجار التي أمامه ،وفجأة هبت عاصفة،فاكتشف أن هناك صاعقة قد نزلت على أعواد الخشب فأحرقتها ،فأخذ بالصراخ والعويل لما يا رب لماذا أنا حتى الكوخ البسيط الذي كنت استظل به حرمتني إياه ،ثم استرجع إيمانه بالله وثقته بخالقه فهدأت نفسه وطاب خاطره وقام وتوضأ وصلى فريضة ربه.
وبعد ختام الصلاة وجد فجأة سفينة تقترب من الشاطيء ونزل منها عدة رجال فأخبروه انهم قد شاهدوا دخان حريق الكوخ من بعيد فاعتقدوا أن هناك من يستجير بهم فاتجهوا إليه مغيرين وجهتهم لمسارعة نجدته وعلم أن تلك السفينة لأمير كان يتوجه للحج هذا العام، فاخذه الأمير معه للحج وأدى فريضة ربه وأثناء الرحلة الطويلة تلمس فيه الأمير التقوى والصلاح والسماحة فقرر تعيينه وزيرا له،هكذا كانت حكمة الخالق عز وجل بمكافئة التاجر المسكين بتعويضه عن تجارته التي ألقاها التجار الغادرون بالإضافة إلى إنعام الله عليه بأداء فريضة الحج وعمله وزيراً بدلاً من عمله بالتجارة.