رواية “ملائك نصيبين” ملك وساحر وشيطان الجزء الثاني

رواية ملائك نصيبين; لاحظ “اسعد” أن عمر بن جابر قد تلثم وجعل هندامه اكثر طبيعية, وتوجة به مباشرة إلى قصر خمر
هنالك هبت امه تتحسسه من بين طوائف احزانها, ونظر “عمرو” إلى جد اسعد وقال له:
إن عرف فرد واحد غيرنا أن هذا الطفل حي فإنك ستجده غدا محروقا!, وساعتها لن تجد احد ياتيك به, وإنه ليس لك إلا أن تخرجه من قصرك هذا وترسله ليعيش في مدينة ظفار, على ألا يعرفه أحد من الناس..
وإني لك ناصح, فإن في ظفارا رجل صالح يدعى “شافع” ياتيه الصبيان ليتعلمو كنوز العلم, فلتذهب بطفلك هذا إلية.
سيعلمه ويكتم عنه.
نظر الجد “موهبيل” إلى عمرو بن جابر وهو يتحدث, ساله:
فنظر “عمرو” إلى الطفل وبدت في شفتيه كهيئة ابتسامة!, ثم نظر إلى “موهابيل” وقال وقد تغيرت ملامحه إلى الجد في ثانية:
ليس يعنيك من أنا, ما يعنيك هو انني اعدت لك حفيدك هذا من بين ضباع الجبل.
واستدار “عمرو” وانصرف.. واخذ الجد والأم يسالان الطفل عما حدث معه, والطفل يروي, وعلامات الأستغراب تراود العيون,.
لكن علامات الذعر كانت مطبوعة على وجوه حراس قصر خمر!, فهنالك وعند بوابتهم التي يحرسونها والتي اغلقوها باقفال من حديد.
بعد ان ادخلو منها الطفل والرجل الاشقر الملثم الذي كان يرافقه, عند تلك البوابة التي ليس لقصر خمر مخرج ولا مدخل سواها, وجدو الرجل الأشقر واقفا بينهم خارج البوابة ناظرا لهم بعين من فولاذ.
وقال لهم:
أتعجبون ان يخرج من بوابتكم هذه رجل كامل يمر من تحت انوفكم!,
ولقد عجزت عيونكم من قبل ان تلحظ طفلا يخرج منها بكل الازعاج الذي يسببه!.
نظر الرجل إلى البوابة باستغراب وشعور بالاهانة, إن فيها فرجات صغيرات ربما تنجح في تمرير طفل, أما رجل كهذا فمستحيل!…
فنظروا إلى الرجل ثانية بذعر فلم يجدوا مكانه إلا هواء!.
وكانه خرج من الارض ثم عاد إليها , تلفتو حولهم وإلى مد بصرهم بحثا عن عمرو لكنهم لم يجدوا إلا وجوهم تنظر إلى بعضها في ذعر! وكان عمرو في تلك اللحظة نفسها يسير عند جبل أهنوم, وكانه كان شيطانا.
اسواق وضجيج ودروب وبشر… هذا ما كانت تراه عين الطفل “اسعد”; كان يستدير هنا وهناك وجده يسحبه من يده معه داخل مدينة ظفار.
وكان امامهم رجل ملثم ذو شعر اصفر يدعى عمرو بن جابر حتى إذا انقطعت عنهم كثرة المساكن, إذا وصلو إلى ما بدا كانه صومعة أو دير , وفيه رجل ابيض الثياب واللحية والشعر.
كان الجد “موهبيل” ينظر إلى الدير وإلى الرجل باستغراب!, فلم يعتد أن تكون أديرة النصارى هكذا ولا زيهم,.
في تلك اللحظة كان “عمرو بن جابر” يميل على اذن الرجل ويلقي إليه كلاما ثم ينظر إلى “اسعد” استبشر وجه الرجل; ذو الرداء الابيض وتكلم فاحسن الكلام واحتفى بالجد ووقر الابن.